«حمدى»: نموذج رأس الحكمة قد يتكرر على نطاق أضيق
تستهدف الحكومة جذب 30 مليار دولار استثمارات أجنبية، خلال العام المالى المقبل، لتستمر التدفقات الكبيرة بعد صفقة رأس الحكمة، وهو ما عزاه محللون جزئياً لبدء الإنشاءات فى المشروع، لكنهم مالوا إلى صعوبة تحقيقه.
وخلال آخر 5 سنوات مالية، جذبت مصر فى المتوسط 9 مليارات دولار صافى استثمار أجنبى مباشر، لكن فى العام المالى الحالى من المتوقع أن يرتفع بدعم من تدفق 24 مليار دولار قيمة الصفقة وحدها.
قال هانى جنينة، كبير الاقتصاديين واستراتيجى السوق بشركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية، إنَّ مصر بوسعها أن تحقق 30 مليار دولار استثمارات أجنبية، خلال العام المالى المقبل، عبر عدة مصادر بينها صفقات مثل مشروع رأس جميلة، ومبيعات الأراضى.
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت صفقات أو عروضاً للاستحواذ على أكثر من 10% من أسهم شركات مُدرجة فى البورصة مثل شركة السويدى، وهو ما تكرر على أسهم عدد من المدارس والجامعات المُدرجة.
وتوقع استمرار ذلك الاتجاه، خلال العام المقبل، بجانب ارتفاع الاستثمارات فى قطاعى الغاز والبترول مع توافر العملة الأجنبية، وسداد مستحقات الشركاء الأجانب.
وقال «جنينة»، إنَّ العام المقبل تحديداً قد يشهد تدفق استثمارات ضخمة فى الهيدروجين الأخضر مع وجود طلب فى مصر عليه لتستطيع الشركات النفاذ بصادراتها للأسواق الأوروبية.
وأشار إلى أن الكثير من الشركات الأجنبية ترغب فى الاستثمار بمصر خاصة فى قطاع الزراعة لتكون قاعدة تصديرية لها.
«سعادة»: بداية الإنشاءات فى رأس الحكمة ستجذب استثمارات أجنبية
وترى سارة سعادة، محللة الاقتصاد الكلى فى بنك الاستثمار سى آى كابيتال، إنَّ تطوير مشروع رأس الحكمة سيجذب استثمارات كبيرة لكن لم يتم تحديد حجمها سنوياً، ولذلك من الصعب الجزم بمدى مساهمته فى تحقيق المستهدف.
ومن المقرر أن يشهد المشروع استثمارات بقيمة تجاوز 150 مليار دولار، وأن يبدأ العمل فيه خلال النصف الثانى من 2024 بحسب بيانات حكومية.
وقال محلل فى أحد بنوك الاستثمار، إنَّ 30 مليار دولار رقم ضخم من الصعب التكهن بمصادر تمويله وقد يكون متفائلاً أكثر من اللازم.
ويتوقع صندوق النقد الدولى أن يصل الاستثمار الأجنبى المباشر إلى 32.2 مليار دولار خلال العام المالى الحالى على أن ينخفض إلى 8.4 مليار دولار العام المالى المقبل.
ويتوقع هشام حمدى، محلل القطاع الاستهلاكى فى شركة النعيم، أن يكون هناك زيادة فى الاستثمارات عن ما قبل «رأس الحكمة» بفعل التدفقات داخل المشروع، واحتمالية تكرار نموذج رأس الحكمة وإن كان على نطاق أضيق.
وقالت وكالة التصنيف الائتمانى «فيتش ريتينج»، فى تقرير سابق، إن الاستثمار الأجنبى المباشر والنمو فى مصر سيكون أعلى من توقعات صندوق النقد خلال العام المالى المقبل فى ظل بدء أعمال الإنشاءات فى رأس الحكمة.
استبعدت كارلا سليم، خبير اقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، لبنك ستاندرد تشارترد، تكرار الدول الخليجية لصفقات استثمارية فى مصر بحجم صفقة رأس الحكمة. وقالت إن الإجابة عن سؤال هل سيكون هناك صفقات كبيرة من الخليج مثل رأس الحكمة تعتمد على مستوى السيولة من بلد لآخر سواء السعودية أو الإمارات أو قطر بما يحدد فرص تكرار نموذج رأس الحكمة.
وأشارت إلى أن السعودية على سبيل المثال كانت أكبر مصدر للديون فى الشرق الأوسط بنحو 17 مليار دولار، كما أن قطر تستخدم فائضها لتسوية الديون.
أوضحت أنه لذلك فإن الخليج ليس دائماً لديه القدرة على الاستثمار بشكل موسع كما حدث فى رأس الحكمة؛ لأن الاحتياطيات المملوكة لهم والبالغة 4 تريليونات دولار معظمها مستثمرة بالفعل.
تعليقات
إرسال تعليق